إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية: فرصة لبناء الدولة السيّدة و إطلاق مسار الإصلاح
في 9 كانون الثاني 2024، انتُخب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، وذلك بعد أكثر من سنتين من الشغور الرئاسي ونهج متعمّد لتعطيل المؤسسات الديمقراطية والهيمنة على القرار الوطني. وقد شابت عملية الانتخاب، وما سبقها من مشاورات، تجاوزات دستوريّة وتدخّلات خارجية فادحة.
غير أن خطاب القسم جاء حاملاً رؤية تبعث على الأمل وتعهّدات واضحة تعكس التزام الرئيس المنتخب بإعادة الاعتبار لسيادة الدولة في الدفاع والأمن والسياسة الخارجية، وكذلك بإطلاق عجلة الإصلاح، بما ينسجم مع تطلّعات اللبنانيين لاستعادة الثقة بقيادتهم وبمستقبل وطنهم. وفي هذا الصدد، تُثني منظمة "كلنا إرادة" على ما ورد في خطاب القسم من التزامات جوهرية تشكّل أسس الدولة الحديثة وتمهّد لدور جديد للبنان في محيطه العربي.
يبقى أن ترجمة هذه التعهّدات إلى أفعال ملموسة تتطلّب تشكيل حكومة قادرة وإصلاحية، تتجاوز النهج السابق برموزه وآلياته، وتعتمد بيانًا وزاريًا يتماشى مع خطاب القسم ويستند إلى خطوطه العريضة. وعليه، فإن النواب أمام مسؤولية وطنية كبيرة يوم الاثنين لاختيار رئيس حكومة يكرّس المسار الجديد الذي انطلق ويجسّد مبادئه وتوجّهاته.