إن المضيّ قدمًا في إعادة هيكلة القطاع المصرفي ومعالجة فجوة الخسائر يُعدّ أولوية قصوى، وذلك بهدف التعامل مع الخسائر الهائلة في القطاع بطريقة منظّمة وعادلة، وضمان استرداد منصف للودائع، وإعادة تفعيل الإقراض للاقتصاد، بما يتيح إعادة بناء نظام مالي قادر على دعم الاستثمار وتحقيق النمو.
يجب أن يلتزم أيّ برنامج لمعالجة فجوة الخسائر بالمبادئ التوجيهية التالية:
• احترام تسلسل ترتيب الالتزامات بحيث يتحمّل الخسائر أوّلًا المساهمون، ثم حاملو السندات، قبل أن يتحمّلها المودعون.
• إعطاء الأولوية لاسترداد عادل للودائع من خلال حماية الغالبية الساحقة من المودعين، وضمان السداد الكامل للودائع دون سقف معيّن، ومعالجة احتياجات صناديق الاستشفاء التعاونية، وخطط التقاعد، وموارد الضمان الاجتماعي.
• اعتماد مجموعة من الإجراءات الإضافية لزيادة مستويات استرداد الودائع. ويشمل ذلك:
– استرجاع الأرباح التي نتجت عن فوائد مفرطة أو توزيعات أرباح غير مبرّرة (Clawback)
– التحويل الجزئي للودائع إلى الليرة (Lirafication)
– البيل إن (Bail-in)، أي تحويل جزء من الودائع إلى أسهم أو أدوات دين ثانوية في المصرف.
• يمكن تحويل الجزء المتبقّي من الودائع غير المستردّة إلى صندوق استرداد الودائع، الذي تكون مهمّته تعويض المودعين تدريجيًا عبر استرداد الأموال غير المشروعة أو من خلال إيرادات المؤسسات العامة، شرط احترام مبادئ استدامة الدين والحفاظ على مستوى كافٍ من الخدمات العامة.
• يجب أن تكون الودائع الشرعية هي المعيار الوحيد لتحديد الأهلية، ويمكن التثبت منها عبر عملية تدقيق شاملة. كما يمكن إنشاء حساب ضمان (Escrow) لوضع الودائع المشكوك فيها إلى حين استكمال التحقيقات والتدقيقات.
• لا يمكن تنفيذ أي عملية إعادة هيكلة أو استعادة الثقة بالقطاع المصرفي من دون تدقيق كامل في حسابات المصرف المركزي والمصارف. فإرساء المساءلة خطوة أساسية لإعادة الثقة بالنظام المالي.
• يجب اعتماد المبادئ المذكورة أعلاه كمرجعية أساسية في أي خطة يضعها المعنيون لإعادة هيكلة المصارف ومعالجة فجوة الخسائر.